الــنــهــي
"النهي:: -النهي طلب الكف عن الفعل على وجه الاستعلاء.
- للنهي صيغة واحدة هي المضارع مع لا الناهية.
- قد تخرج صيغ النهي عن معناها الحقيقي إلى معان أخرى تستفاد من السياق وقرائن الأحوال كالدعاء والالتماس والتمني, والإرشاد والتوبيخ والتيئيس , والتهديد والتحقير"
- الأصل في النهي أنه من الأعلى منزلة إلى الأدنى منزلة على سبيل الإلزام.
- للنهي صيغة واحدة وهي المضارع المقرون بلا الناهية.
مثال : قوله تعالىSadوَلاَ تَقْرَبُواْ الزّنَىَ إِنّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَآءَ سَبِيلاً) [سورة: الإسراء – الآية: 32] . الفعل المضارع دخلت عليه لا الناهية حولته إلى نهي ومقتضاه الكف .
الأغراض البلاغية للنهي :-
الأصل في النهي هو للكف عن الفعل لكن قد ترد صور أخرى ليس الغرض منها الكف عن الفعل وإنما لأغراض أخرى بسبب القرائن والأحوال منها:-
1- الدعاء :-
مثال : قال تعالى: (رَبّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نّسِينَآ أَوْ أَخْطَأْنَا) [سورة: البقرة-الآية:286]
لما كانت من العبد الذليل إلى الرب الجليل كانت دعاءا.
2- الإلتماس :- إذا كان النهي صادر من شخص إلى شخص مساو له في المنزلة.
مثال: لا تذهب إلى كذا.
3- الإرشاد:- مثال : قال تعالى: (يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَآءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ)
4- التوبيخ:- مثال: قول أبي الأسود:
لا تنه عن خلق وتأتي مثله *** عار عليك إذا فعلت عظيم
5- التيئيس:-
مثال : قال تعالى: (يَأَيّهَا الّذِينَ كَفَرُواْ لاَ تَعْتَذِرُواْ الْيَوْمَ إِنّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) [سورة: التحريم - الآية: 7] .
6- التهديد:- الوالد بعدما يعظ ابنه يقول له مهددا "ثم لا تطع أمري"
7- التحقير:- مثال :- قول الشاعر في هجاء الزبرقان:
دع المكارم لا ترحل لبغيتها *** وأقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
الأمر في أول البت للتحقير ثم تبعه نهي تأكيدا للتحقير ويعني لا ترحل للمكارم فهي بعيدة عنك.
الاستفهام وأدواتــه
-الاستفهام في الأصل يدل على طلب العلم لشيء لم يكن معلوما من قبل لديه.
- أدوات الاستفهام كما ذكرها المؤلفان :الهمزة وهل ,والهمزة هي أم أدوات الاستفهام ,حتى أنه نُسِب
- الهمزة الوحيدة في أدوات الاستفهام التي يطلب بها أمران وهما (التصور والتصديق),أما هل فيطلب منه التصديق ,وباقي أدوات الاستفهام غير الهمزة وهل يطلب بها التصور.
ما يطلب من الهمزة:-
1- التصور:-
- هو طلب المفرد وإدراكه وطلب العلم والإحاطة به .
- تأتي الهمزة متلوة بالمسئول عنه ,لأن الأداة تدخل على الشيء المراد كشفه.
- يُذكر له في الغالب معادل بعد أم.
- يأتي بعد الهمزة في الاستفهام إذا كان التصور بأم التي هي عاطفة وتسمى أم المتصلة لأن ما بعدها لا ينفك عن ما قبلها فمتصل به اتصال المعادلة وسميت أم المعادلة أخذهم من قولهم فلان عديل فلان إذا تزوج أخت زوجته.
- إذا كان السؤال عن ذات عاقل ينبغي أن يكون المعادل بعد أم عاقلا, وإذا كان السؤال عن معنى فيكون المعادل معنى.
مثال:- أسعيد مسافر أم محمد ؟ ولا ينبغي أن تقول أسعيد مسافر أم مقيم؟
أما إذا سألت عن معنى فتقول: أمسافر سعيد أم مقيم ؟ ولا ينبغي أن تقول أمسافر سعيد أم محمد ؟ .
2- التصديق:-
- إذا كانت الهمزة للتصديق فيجاب عنها بنعم أو لا ,ولا يذكر بعدها أم ولا معادل.
- ذكر المؤلفان أن التصديق هو إدراك النسبة والمقصود بالنسبة هي نسبة الإسناد .
مثال :- أقام زيد ؟ فالإجابة تكون بنعم أو لا وتكون فيها نسبة القيام إلى زيد سواءا كانت نفيا أو إثباتا.
ما يطلب من هل :-
- هل وضعتها العرب للسؤال عن المجهول(هل قام زيد؟).
- لا تصلح هل إلا للتصديق إثباتا للنسبة في حالة الإيجاب أو نفيا لها في حالة النفي.
- لا يذكر مع "هل" أم ولا المعادل لأن "هل" للسؤال عن المجهول وأم والمعادل بعدها يفيدان بعض علم فلو ذكرا مع هل يكون هناك تناقضا.
- ذكر المؤلفان أدوات الاستفهام الأخرى وجميعها يطلب بها التصور وتعيين المسئول عنه وهي :
-1-من ويستفهم منها للعاقل. من تصاحب ؟ الإجابة :زيدا
2-ما لشرح الاسم أو حقيقة المسمى مثلاً يقال: (ما الفدوكس)؟ فيقال في الجواب: (أسد).
وما تكون لغير العاقل فإذا كان السؤال مثلا (من تزوجت ؟) فالسؤال عن العاقل أم إذا كان السؤال (ما تزوجت ؟) فالسؤال هنا عن صفات المرأة مثلا فتكون الإجابة بكرا أو ثيبا أو ربة منزل وغير ذلك من الصفات.
3- متى ويطلب بها تعيين الزمان (متى سافرت ؟ أو متى ستسافر؟).
4- أيان ويطلب بها تعيين الزمان المستقبل خاصة وتكون في موضع التهويل .
قال تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السّاعَةِ أَيّانَ مُرْسَاهَا )[سورة: الأعراف - الآية: 187]
5- كيف ويطلب بها تعيين الحال.
6- أين ويطلب بها تعيين المكان.
7- أنَّى وتأتي لمعان عدة فتكون بمعنى كيف (أنى ينتصر المسلمون وهم متفرقون؟)
, وبمعنى من أين قال تعالى: (قَالَ يَمَرْيَمُ أَنّىَ لَكِ هَـَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) [سورة: آل عمران - الآية: 37] , وبمعنى متى (أنى يحضر فلان؟).
- قال تعالى: (نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنّىَ شِئْتُمْ وَقَدّمُواْ لأنْفُسِكُمْ وَاتّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُوَاْ أَنّكُمْ مّلاَقُوهُ وَبَشّرِ الْمُؤْمِنِينَ) [سورة: البقرة - الأية: 223] وردت أنى في هذه الآية بالأوجه الثلاثة ( كيف شئتم ,من أي وجه شئتم ,متى شئتم) في غير أوقات التحريم وفي موضع الحرث.
8- كم ويطلب بها تعيين العدد قال تعالى: (قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأرْضِ عَدَدَ سِنِينَ) [سورة: المؤمنون - الآية: 112] .
9- أي ويطلب بها تعيين أحد المتشاركين في أمر يعمهما, ويسأل بها عن:-
الزمان: في أي السنوات جئت ؟ والحال: على أي حال أنت ؟ والعدد: في أي سن أنت ؟ والعاقل: أي الرجال تصاحب ؟ وغير العاقل: أي سيارة تركب ؟.
- قد تخرج ألفاظ الاستفهام عن معانيها الأصلية لمعان أخرى تستفاد من السياق وقرائن الأحوال مثل :-
1- النفي : قال تعالى: (هَلْ جَزَآءُ الإِحْسَانِ إِلاّ الإِحْسَانُ) [سورة: الرحمن - الأية: 60]
2- الإنكار : قال تعالى: (أَتَأْمُرُونَ النّاسَ بِالْبِرّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ)
3- التقرير : بمعنى التثبيت قال تعالىSadأَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ)[سورة:الشرح-الأية: 1]
4- التوبيخ : قال تعالى: (يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ) [سورة: الصف - الأية: 2]
5- التعظيم : قال تعالى: (مَا الْقَارِعَةُ) [سورة: القارعة - الأية: 2] .
6- التحقير : قال تعالى: (وَإِذَا رَأَوْكَ إِن يَتّخِذُونَكَ إِلاّ هُزُواً أَهَـَذَا الّذِي بَعَثَ اللّهُ رَسُولاً)
7- الإستبطاء : قال تعالى: (حَتّىَ يَقُولَ الرّسُولُ وَالّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَىَ نَصْرُ اللّهِ أَلآ إِنّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ) [سورة: البقرة - الأية: 214]
8- التعجب : كقول سليمان قال تعالى: (وَتَفَقّدَ الطّيْرَ فَقَالَ مَالِيَ لاَ أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَآئِبِينَ) [سورة: النمل - الآية: 20] .
9- التسوية : قال تعالى: (قَالُواْ سَوَآءٌ عَلَيْنَآ أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مّنَ الْوَاعِظِينَ) [الشعراء -: 136]
10- التمني : قال تعالى: (فَهَل لّنَا مِن شُفَعَآءَ فَيَشْفَعُواْ لَنَآ أَوْ نُرَدّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الّذِي كُنّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوَاْ أَنْفُسَهُمْ وَضَلّ عَنْهُمْ مّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ) [سورة: الأعراف - الأية: 53]
11- التشويق : قال تعالى: (يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ هَلْ أَدُلّكمْ عَلَىَ تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) [سورة: الصف - الآية: 10]